يمر الرَّحِم والمَهبِل بعدد من التغيُّرات في أثناء استعادة الجسم لعافيته بعد الوِلادة. يحدث نجيجٌ مهبلي بعدَ الولادة، ويستمر فترة تصل إلى ستَّة أسابيع. ويكون النجيجُ أحمرا كَثيفاً خلال يومَين إلى خمسة أيَّام بعد الوِلادة، ثُمَّ يُصبح قرميدياً أو بُنِّياً، ثُمَّ يغدو أصفرا أو رائقاً. ينبغي عدمُ استعمال الدَّكَّات (الدَّحسات) المهَبليَّة خلال هذه الفترة، لأنَّها تزيد من خطورة إصابة المرأة بالعدوى. قد تظهر بقع حمراء زاهية من حين لآخر، وهيظاهرة طبيعيَّة لا تدعو إلى القلق. لكنَّ زيادة النَّزف قد تعني أنَّ المرأة بحاجة إلى مزيد من الرَّاحة. يعدُّ خُروج خثرات "جلطات" دمويَّة أمراً طبيعيَّاً أيضاً ما دامت هذه الخثرات غير كبيرة، ولا تحدث كثيراً. ولكن، يجب استشارة الطبيب إذا كانت المرأة تُبلِّل "الفوطة" في فترة تقلُّ عن ساعة واحدة، أو إذا كان حجم الخثرات أكبرَ من كُرة الغولف. قد تُعاني المرأة من ألم يستمرُّ بضعة أيام إذا كانت قد خضعت لعمليَّة بَضع الفَرج. وبَضعُ الفَرج، أو خَزع المَهبِل كما يُسمَّى أيضاً، هو شقٌّ قد يُقرِّر الطبيب إجراءهبين المَهبِل والشَّرج في أثناء الولادة المَهبليَّة لجعل هذه الوِلادة أكثر سُهولة، وللوقاية من حُدوث تمزُّقات في المَهبِل والعجان. قد تشكو المرأة من ألم يستمرُّ عدَّةَ أسابيع بعد الوِلادة إذا لم تكن قد خضعت لعمليَّة بضع الفَرج، وتعرَّضت لتمزُّق في المَهبِل في أثناء الوِلادة. يقوم الطبيب بخياطة الشقِّ الجراحي أو تمزُّق المَهبِل بعد الوِلادة. ويذوب الخيط الجراحي بعدَ أُسبوعَين. ولكن، يجب على المرأة أن تُحافظ على هذه المِنطقة نظيفة، وذلك بتنظيفها باستخدام رُذاذ منالماء بعد الذَّهاب إلى المِرحاض. ويُمكن أن تكون كمَّادات الثلج مُفيدة أيضاً في تخفيف الألم. قد تشعر المرأة بتقلُّصات مُؤلمة تستمرُّ بضعةَ أيام بعد الولادة. وتُعرف هذه الآلام باسم "الخَوالف أو الألم التَّلَوي". وهي تمنع نزف كمِّية كبيرة من الدم، وتساعد على عودة الرَّحِم الى حجمه الطبيعي. كما يُساعد الإرضاع من الثدي أيضاً على عودة الرَّحِم إلى حجمه الطبيعيِّ؛ وهذا لأنَّه يُحرِّض التقلُّصات التي تُساعد على انطمار الرَّحِم. يجب الاتِّصالُ بالطبيب إذا كانت المرأة لا تُرضع طفلَها من ثدييها، ولم تَرجع دورتها الطمثيّة بعدَ الولادة بأحد عشر أُسبوعاً. قد لا تعود الدورةُ الطمثيَّة إذا كانت المرأة تُرضع طفلها من ثدييها إلاَّ بعد عِدَّة أشهُر. ويجب أن تعود الدَّورةُ الطمثيَّة في حال التوقُّف عن الإرضاع من الثدي في غُضون بِضعة أسابيع. ولكن، ينبغي الاتِّصال بالطبيب إذا لم يحدث الحيضخلال ستَّة أسابيع بعد التوقُّف عن الإرضاع. قد تحصل الإباضةُ قبل عودة الدورة الطمثيَّة، لذلك ينبغي استخدامطريقة موثوقة لمنع الحمل إذا كانت المرأة لا تريد أن تُصبح حاملاً، وذلك حتَّى إذا لم تكُن دورتها الطمثيَّة قد عادت بعد. قد يكون الطمثُ أشدَّ من المعتاد في البداية، ولكنَّه يعود تدريجيَّاً إلى حالته العادية.